في الثامن عشر من شهر شوال عام ألف وأربعمائة وست وثلاثين للهجرة النبوية صدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تطوير مركز تعظيم القرآن الكريم واستقلاله، وبناء على هذه الموافقة الكريمة تم تأسيس وقف تعظيم الوحيين، لينتج عن هذه الوقف عشرات من البرامج والمشاريع العلمية والتعليمية في القرآن الكريم والسنة النبوية ومئات من الدورات التدريبية في مختلف المجالات.
وتستمر هذه البرامج والأنشطة في عامها العاشر بمباركة ولاة أمرنا حفظهم الله لتحقيق تطلعاتهم المباركة .
برامج علمية محكمة:
حرص وقف تعظيم الوحيين بالمدينة المنورة منذ نشأته على أن تكون برامجه التي تقدم للمستفيدين برامج علمية منضبطة بشروط وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووفق توجيهاتهم السديدة، ومن هنا تقوم اللجان العلمية بالوقف بدراسة جميع البرامج والمشاريع قبل اطلاقها ورفعها لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة وأخذ الموافقات والتراخيص على مختلف البرامج في القرآن والسنة ومن ثم تنفيذ هذه البرامج وفق التوجيهات والإرشادات والمناهج المعتمدة.
وفي إطار الشفافية والإفصاح يقوم الوقف ببث ونشر ملخصات إعلامية متكاملة عن هذه البرامج وآراء المستفيدين عنها.
البرامج الصيفية المتجددة:
مع تسارع المنجزات والفعاليات المميزة إلا أنه تبقى هناك مميزات تميز البرامج الصيفية مما جعل لها قبول كبير لدى مختلف الفئات في المجتمع المدني.
ففي هذه السنة قام الوقف بعدد من البرامج في القرآن والسنة استفاد منها المئات في مختلف الأحياء بالمدينة المنورة، فكان برنامج تعظيم القرآن الكريم وبرنامج مسابقة أطفال المدينة المنورة دون سن 5 سنوات لتعلم سورة الفاتحة وآية الكرسي وبرنامج مسابقة المتنافسون لحفظ وضبط سورة البقرة للكبار، وذلك ضمن برامج صيف طيبة 1446هـ بالتعاون والشراكة مع جمعية مراكز الأحياء بالمدينة المنورة.
بالإضافة إلى برامج مقارئ تحفيظ القرآن الكريم في مختلف أحياء المدينة المنورة حيث تم في هذا الصيف وبناء على توجيه وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة نقل غالبية حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمؤسسة والدة الأمير ثامر تحت مظلة الوقف.
عدا عن برامج الإقراء والإجازة بالوقف والتي يستفيد منها العشرات شهريا حيق يتم اسبوعيا تخريج أكثر من مجاز ومجازة في مختلف الروايات القرآنية.
كما قام الوقف ممثلا بقسم القرآن الكريم بتقديم أكثر من 50 دورة تدريبية لمعلمي حلقات المسجد النبوي الشريف اشتملت على مهارات التدريس والتلقين والأداء بالإضافة إلى المقومات الذاتية والشرعية والوطنية والتي يجب على معلم القرآن الكريم الإلمام بها.
أما على جانب السنة النبوية والعلوم الشرعية فقد قام الوقف بمجموعة من البرامج:
منها برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين: وهو برنامج تعليمي يمكّن غير العرب من تعلّم اللغة العربية بالنطق الصحيح، من خلال توفير بيئة اجتماعية محفّزة، وعبر وسائل تعليمية تمكنّهم من الاندماج في المجتمع، والتواصل مع الآخرين.
حيث أقامه الوقف ضمن مشروع التأصيل العلمي لمجموعة من الزائرين ، وعددهم (60) رجلاً وامرأة.
وبرنامج مقرأة الحديث الشريف: وهي حلقات تعليمية تُعنى بتحفيظ الأحاديث النبوية بالضبط الصحيح، مع بيان معانيها، من خلال حفظ أشهر كتب السنة النبوية. ويشارك فيها (2500) مشارك ومشاركة من أنحاء العالم.
وبرنامج أثر: وهو برنامج دعوي يُعنى بنشر السنّة النبوية من خلال مقاطع مرئية بأسلوب ميسَّر، مع الترجمة للغة الإنجليزية، ونشرها في وسائل التواصل.
حيث تم تسجيل ما يقارب (80) مقطعاً مرئياً نُشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، استفاد منها أكثر 40.000 مستفيد.
ومقرأة المتون العلمية: وهي حلقات تعليمية تُعنى بتحفيظ المتون العلمية بالضبط الصحيح، من خلال حفظ أشهر المتون العلمية في العقيدة والحديث والفقه والتفسير واللغة العربية وغيرها من متون الشريعة الإسلامية. ويشارك فيها (2000) مشارك ومشاركة من أنحاء العالم.
ولد صالح يدعو له: وهو برنامج تعليمي تربوي، يٌعنى بتعليم الأطفال أهمّ ما يحتاجون إليه من أمور العقيدة والأحكام والأخلاق والآداب الإسلامية، ليكونوا أولاداً صالحين في مجتمعاتهم، بارّين بآبائهم وأمهاتهم، مقتدين بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. ويستفيد من البرنامج أطفال المدينة المنورة من سن 6 وحتى 12 سنة،
و الأمّ الراعية: وهو برنامج تربوي تعليمي موجه لكل أم تسعى جاهدة لتربية أبنائها التربية الصالحة، بالإضافة إلى تزويدها بالوسائل النافعة والطرق المعينة على تحمل هذه المسؤولية، وذلك من خلال توجيهات الأحاديث النبوية الصحيحة. ويستفيد من البرنامج (25) من الأمهات والمقبلات على الأمومة من شتّى الأعمار.
و زاد المرأة المسلمة: وهو برنامج اجتماعي تعليمي تربوي موجه لعامة النساء في المجتمع، يهدف إلى تزويد المرأة المسلمة بالأحكام الشرعية والأخلاق التربوية والآداب الاجتماعية لتكون قدوة صالحة في مجتمعها. ويستفيد من البرنامج (40) امرأة من عموم النساء في المجتمع.
و قُرَّة عين: وهو برنامج تربوي تعليمي يُعنى بتوعية الفتيات، وتوجيههن نحو ما يحتجن إليه من العقيدة والأحكام والأخلاق والأذكار والآداب التي ترتقي بهن إلى السلوك الصحيح والتعامل الطيب والمنهج السليم. ويستفيد من البرنامج الفتيات من المدينة المنورة من سن 5 وحتى 15 سنة،
قيم نبوية مع الأيتام:
بعد التعاون والنجاح المتحقق مع جمعية تكافل للأيتام بمنطقة المدينة المنورة التقت رغبة الطرفين في تنظيم برنامج صيفي كبير يستفيد منه الأيتام بمختلف فئاتهم الدراسية
فكانت مبادرة “سراجاً منيرا” والتي نظمها قسم التدريب بالوقف في نادي تكافل للأيتام، والتي تهدف للحفاظ على أصول ومقومات الدين الاسلامي العظيم وصورته الحقيقية المتمثلةِ في الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال قيم الوسطية والاعتدال .
تشكلت هذه المبادرة من (28) حقيبةً تدريبية معتمدة من المؤسسةِ العامة للتدريب التقني والمهني وكان جميع هذه الحقائب في مبناها مبنيةً على آيات الله الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتهدف إلى اكتساب مهارات بناءِ وتكوينِ قِيَم وأخلاق النبوة، من خلال المنهجيات التدريبية المتطورة التي تأخذ المتدرب في رحلة إيمانية وعملية بداية بتأصيل المفاهيم الصحيحة مرورًا بالتطبيقات العملية التي يجب على المتدرب أخذها بِهِمّة وعزيمة ليصل بعد ذلك إلى القيمة المرجوّة.
استفاد من هذه المبادرة (300) يتيم من أيتام المدينة المنورة والمسجلين في جمعية تكافل لرعاية الأيتام من فئات الأشبال والفتيان والشباب من 10 سنوات وحتى 18 سنة.
وعلى مدار أربعة أسابيع ابتداء من 23- يونيو -2024م وحتى 15 يوليو 2024 قدمت (108) دورات تدريبية اشتملت على جميع المهارات الأساسية في بناء منظومة القيم والأخلاق النبوية. قدم هذه الدورات أحد عشر مدربًا من المدربين المعتمدين لدى وزارة التعليم، والجامعات السعودية.
شراكات مثمرة
ومع النجاح المتتالي لبرامج الوقف توالت الشراكات مع مختلف الجهات الربحية وغير الربحية مثل: الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وجمعية مراكز الأحياء وجمعية تكافل للأيتام وجمعية الشاطبي التعليمية بجدة وغيرها.
عقد كامل مع القرآن
تمثل مسابقة القرآن الكريم وتفسيره وتجويده لموظفي الإدارات الحكومية بمنطقة المدينة المنورة من أهم المبادرات القرآنية والتي تهدف إلى إذكاء التنافس بينهم في أعظم ميدان (القرآن الكريم)، واستثمار أوقات فراغ الموظفين بما يعود عليهم بالنفع والخير.
تحظى هذه المسابقة منذ انطلاقها على عناية خاصة من ولاة أمرنا الكرام، يتجلى من خلال حرصهم على استمرارها في كل عام، وفي هذا العام حظيت المسابقة بمباركة ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (أمير منطقة المدينة المنورة).
أهداف سامقة:
يرى الأمين العام لوقف تعظيم الوحيين بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ أ.د. عماد زهير حافظ بأن جميع هذه البرامج والأنشطة القائمة على القرآن والسنة هي غاية الوقف حيث يتحقق منها انتفاع الناس والمجتمع علميا وسلوكيا.
ويضيف بأن حاجة الناشئة للقيم النبوية الكريمة كحاجتهم للماء والغذاء والهواء.
وختم حديثه عن البرامج الصيفية لهذا العام بقوله: هذا صيف القيم النبوية بامتياز حيث قدمت مختلف الأقسام العديد من البرامج المتميزة والمتنوعة في مختلف المجالات بما تحقق رسالة الوقف وتعود بالرقي العلمي والثقافي وتعزز التكاتف الاجتماعي والحماية الفكرية والسلوكية لجميع أفراد المجتمع.